تسجيل الدخول
المجال : الاختراع
41917

سعود الشمري: من تكسير الألعاب إلى تركيب أسرع روبوت في السعودية!

img

سعود الشمري: من تكسير الألعاب إلى تركيب أسرع روبوت في السعودية!

 


حين نتحدث عن سعود الشمري، فنحن نتحدث عن شاب يافع في السابعة عشرة من عمره، اخترع أربعة اختراعات، وقدم العديد من الدورات التدريبية، بما يعكس أنه لم يكن شاباً عادياً، وأنَّ مستقبلاً مشرقاً سيكون بانتظاره.


هو سعود بن عبد العزيز الشمري، طالب في الصف الثالث ثانوي علمي، في مدرسة الدفي الثانوية بالجبيل الصناعية.


هذه الإنجازات لم تكن في لحظة واحدة وإنما سبقتها نشأة ذكية، في ظل تربية واعية، كانت بدايتها هواية تكسير الألعاب.


تكسير الألعاب كان بداية فقط!

ابتدأ بتكسير الألعاب، وتخريب الأجهزة المنزلية، ثم إصلاحها، ليقدم أخيراً أربعة ابتكارات!

يقول سعود عن طفولته بأن تكسير الألعاب لم تكن أفضل هواياته فحسب، وإنما كانت غريزة تجري في دمه، تطورت حتى وصلت به الحال في سن السابعة إلى تفكيك الأجهزة القديمة، والتعرف على مكوناتها، الأمر الذي كان مزعجاً لوالدته آنذاك، لكنها ما لبثت حتى أدركت أن ما يقوم بهِ سعود هو هواية لا علاقه لها بأي سلوك تخريبي. بعدها، أصبحت تُوكِل إليه مهمة إصلاح أي جهاز يتعطل في المنزل.


حين بلغ سعود سن العاشرة، قام والده بتسجيله في نادي الهيئة الملكية للروبوت، حيث أن العمل على الروبوت يعتمد على مهارة في التصميم والتركيب والبرمجة، وهي المهارات التي حظيت بشغف وولع الطالب سعود بعد ولعه بهواية تكسير الألعاب، وإصلاح الأجهزة المعطلة.


وشيئاً فشيئاً، تحول الشغف إلى تحدِّي، واستطاع سعود الشمري الفوز بالمركز الرابع على مستوى المملكة العربية السعودية، في أولمبياد الروبوت العالمي لسنة  2008، ومن خلال الأولمبياد تمَّ تتويج روبوت سعود كأسرع روبوت يؤدي المهام على مستوى المملكة العربية السعودية.


بعدها توالت نجاحات سعود في مجال الروبوت، حيث حصل على المركز الأول في مسابقة الفيرست ليجو على مستوى المملكة العربية السعودية، والمركز الرابع على مستوى الدول العربية، وذلك في البطولة العربية المفتوحة  للروبوت والمقامة بالمملكة الأردنية الهاشمية .


كما فاز في مسابقة سعودي روبو (3) التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم، بالمركز الثاني على مستوى المنطقة الشرقية، وحصل أيضاً على نفس المركز في أولمبياد الهيئة الملكية للروبوت على مستوى المنطقة الشرقية عام2011.


وفي نفس العام 2011م، حصل سعود على المركز الأول على مستوى المملكة العربية السعودية كأفضل مشروع علمي في  مسابقة الفيرست ليجو العالمية، والمركز الأول في المشاريع الحرة  بمسابقة سعودي روبو لسنة 2011.


من الفضول إلى الاختراع:

اشترك سعود في المرحلة المتوسطة ولأول مرة في حياته في مسابقة انتل آيسف للعلوم والهندسة التي تنظمها موهبة بدافع الفضول والتعرف على البرنامج فقط، بعدها استطاع أن يقدم لوطنه أربعة اختراعات مختلفة وثلاث حقائب تدريبية لتعليم الطلاب كيف يحفزون قدراتهم الإبداعية والابتكارية، وكيف يصبحون مخترعين ناجحين، وأخيراً كيف يستطيعون تركيب الروبوت التعليمي الـ(NXT).


وكان أبرز إنجازاته في مجال الاختراع، هوَ ترشح ابتكاره من بين 852 ابتكار للمشاركة في معرض ابتكار الدولي 2010، وحصولهِ على وسام البرونزية، كما حصل على جائزة المركز الوطني لأبحاث الشباب من جامعة الملك سعود عن مشروعه "شفط أدخنة المصانع والاستفادة منها".

 

إحساسه بمعاناة ذوي الاحتياجات الخاصة أوصلته لاختراع "grateful walk" والخوذة الذكية!

أما آخر إنجازاته في مجال الاختراع فهو فوز اختراعه "Grateful Walk" في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي "إبداع" بالمركز الثاني من بين 123مشروع مشارك، وتأهله للمنافسة عالمياً لنيل جائزة إكسبو العالمية للابتكارات والتي ستقام في دولة سلوفاكيا.
 

ابتكارات ومشاريع سعود الشمري:
الابتكار الأول: "grateful Walk"
ابتكار يخفي مشكلة العرج وينهي المعاناة النفسية الناجمة عنها!
 
يقول سعود الشمري، بأنه كان يرغب بشدة في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، وبعد التفكير الجاد والرغبة الملحة توصل أخيراً إلى  فكرة ابتكاره الفائز "grateful Walk" وهو حذاء يساعد الشخص الأعرج الذي يعاني من نقص في طول إحدى الساقين، على السير بشكل متزن وسليم، وبالتالي تلافي آي آثار ناتجة لمشكلة العرج سواء كانت صحية (بدنية) أو نفسية.

ويتميز هذا الابتكار بأنه لا يعالج فقط مشكلة العرج وإنما يخفيها تماماً، وهذا ما يجعله مختلفاً عن غيره من الابتكارات التي تعالج نفس المشكلة، فبمجرد ارتداء الشخص الأعرج للحذاء سيكون قادراً على السير بشكل متزن وسليم، ولن يلاحظ أحد إصابته بالعرج.

ويفسر الشمري ذلك: "بأنه قد استخدم زنبركات موزعة على جميع أنحاء القدم، وضعها أسفل الحذاء، وذلك لتعويض النقص في طول الساقين، كما وضع زنبركات للرجل الناقصة ذات صلابة أقوى من القدم الأخرى حتى تصبح القدمان في مستوى واحد.

ومن الجدير بالذكر أن هذا الابتكار يتسم بقدرته على تخفيف عملية الضغط على القدم الناتجة عن الجاذبية الأرضية أثناء عملية المشي، والتي تسبب مشاكل كثيرة منها التهاب المفاصل وآلام فقرات الظهر، وذلك لأن القدمين ستصطدم بالأرض بشكل متتالي، وليس بشكل مباشر.

الابتكار الثاني: حذاء الضغط المساعد
حذاء يقي من ضربات الشمس، وينفخ الكرة!
 
لم يكن "grateful walk"  هو الحذاء الأول الذي ابتكره سعود الشمري، فقد ابتكر قبله حذاءاً يساعد في رفع مستوى الصحة والسلامة المهنية أثناء أداء الوظائف الحياتية، ويقضي على أعراض الإجهاد الحراري وضربات الشمس، كما يمكن استخدامه في الوقت ذاته كأداة للنفخ، مثل نفخ الكرة، وعجلة الدراجة الهوائية، وغيرها.

وتدور فكرة هذا الابتكار، حول زنبركات توضع داخل الحذاء لتولد حركة ديناميكية أثناء الضغط عليه، يتم من خلالها دفع الهواء إلى الأهواز المرتبطة بين الحذاء والبزة الخاصة بها.
 
بالإضافة إلى ذلك، فإن بإمكان مرتدي الحذاء إيصال هوز من مخرج الهواء الموجود في الحذاء، إلى قطعة يريد نفخها سواء كرة أو عجلة دراجة، حيث تتم عملية النفخ تلقائياً بعد الضغط على الحذاء.

الابتكار الثالث: الخوذة الذكية
خوذة ذكية تكسب المصابين بالعمى الثقة والاعتماد على النفس!
 
لفترة من الفترات، عكف سعود الشمري يبحث عن فكرة يحاول من خلالها مد يد العون إلى المصابين بالعمى من ذوي الاحتياجات الخاصة، حتى اهتدى أخيراً إلى فكرة الخوذة الذكية.

وتحويلاً إلى الفكرة من عالم الخيال إلى الواقع، قام سعود بتدعيم أحد الخوذات بحساسات تمت برمجتها على تحسس الحواجز القريبة، والتي تبعد مسافة متر واحد، بحيث تعطي تنبيهات صوتيه، مصحوبة باهتزاز خفيف للشخص فور اقترابه من هذه الحواجز، ليحذر من الاصطدام بها، ويزيد صوت هذه الاهتزازات كلما اقترب الشخص من هذه الحواجز.

ويأمل سعود أن يساهم ابتكاره هذا في إكساب المصابين بالعمى الاعتماد على النفس والثقة الكاملة أثناء التجول.

رابعاً: تطوير طريقة جديدة لشفط أدخنة المصانع والاستفادة من غازاتها

 
بالإضافة إلى ما سبق، أعد سعود الشمري مشروع بحثي استطاع من خلاله تطوير طريقة جديدة لشفط أدخنة المصانع، والاستفادة من غازاتها، والحد من انتشار غاز (CO2) في الجو، وذلك عن طريق عمل استمطار صناعي من خلال تجميع غازي النيتروجين، وثاني أكسيد الكربون أثناء انبعاثهما في الهواء الخارجي، بطريقة مبتكرة وعلمية، حيث يتم تعريضهما إلى الضغط والتجميد إلى أن يتحولا إلى مواد صلبة.

وبعد ذلك، يتم وضعهما في علب خاصة، لتنقل بطائرات خاصة ثم تذرى فوق السحب، وبالتالي تحدث عملية تكاثف تتبلور فيها قطرات الماء الموجودة في السحب مع الغازات المجمدة وثم تسقط- بإذن الله - وفي طريقها إلى الأرض تبدأ بالذوبان و يتعلق بها ( N2 ).

وبهذه الطريقة، نكون قد استطعنا الحد من انتشار غاز ثاني أكسيد الكربون -المسبب الرئيسي للاحتباس الحراري وما يلحقه من أضرار-، كما سيكون بإمكاننا استخدامه  في الزراعة كنوع من الأسمدة الصناعية،  والاحتفاظ بمخزون جوفي من المياه، وأخيراً ساهمنا في القضاء على الزحف الرملي.

سعود الشمري هو شاب سعودي يافع، استطاع أن يجعل من فضوله طريقاً للتفكير بابتكاراته الأربعة، وأن يجعل من حبه للعطاء سبباً في أن يقدم ثلاث حقائب تدريبية في عمره المبكر، وأن يجعل شغفه بالإنجاز وسيلة لأن يحصد المراكز الأولى في عدد من المحافل العلمية المحلية والدولية.