تسجيل الدخول
التصنيف :

#موهبة#إبداع#ابتكار#

1265

فوائد مسابقات العلوم والتِّقنية والهندسة والرّياضيّات (STEM) للطُّلاب الموهوبين

 

 

" أضحى العلماء حاملي شعلة الاكتشاف ​في رحلة السعي نحو للمعرفة" 


 

الاكتشاف!

يُعرَّف الاكتشاف بأنَّه رصد الظاهرة أو الحصول على المعرفة لشيء ما لأوّل مرة، ويظهر ذلك في حياتنا جليًّا، من خلال توافر المنتجات والخدمات والمعلومات التي تُقدَّم لنا عن طريق أحد أشكال الاكتشاف. وقد بذل العلماء والمبادرون والمستكشفون والرُّوّاد الجهود في هذه الجوانب، فهؤلاء العظماء هم من قادوا الطَّريق لأعظم الاكتشافات العلميّة في كلِّ العصور، بما في ذلك الكهرباء والهواتف الذَّكيّة والبَنسلين وتحرير الجينوم وهيكل الحمض النووي(DNA)  وتسلسلاته العنقودية .


 

من هنا نستكشف أوجه التشابه الموجودة في نوع الأساس التعليمي الذي كان لديهم، والذي قادَهم إلى هذه الاكتشافات المهمة، فقد كان لدى معظم الأفراد المعنيّين تنشئة عميقة في مهارات التفكير الناقد المتأصلة في تعليم العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM)، بما في ذلك عملية الوصول إلى النتائج منطقيًّا، والقدرة على توصيل عملهم وتعزيز التعاون، فعلى سبيل المثال، اُكتشِف البنسلين في عام 1928م من قبل الباحث الإسكتلندي السير ألكسندر فليمينغ حيث اكتشفه أثناء دراسته للفيروسات، وقد ألهمته خلفيَّته التَّعليميَّة وخبرته في إجراء المزيد من الأبحاث، وكشف أنَّ مزرعة العفن (البنسلين) التي أُجريت التجارب عليها يمكن أن تمنع نمو البكتيريا، حتى بعد أن خفَّفها 800 مرَّة! ويُعدُّ البَنسلين المضاد الحيوي الأكثر استخدامًا في العالم اليوم. 


 

وبناءً عليه، للوصول إلى أهم الاكتشافات العظيمة وكذلك الإنجازات البسيطة، ما هي أفضل الطُّرق لتطوير الكفاءات في جيلنا الشابّ؟ من الواضح أنَّ الأساسيّات اللازمة مطلوبة إلى جانب تنفيذها، وتعدّ المشاركة في مسابقات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM) أحد أهم المشاريع التي أثبتت جدواها، ومن أمثلتها: معارض العلوم.أُطلق على أول معرض علمي اسم "معرض الأطفال"، وأقيم في مدينة نيويورك عام 1928م في المعهد الأمريكي، واهتمَّت المسابقات بداية بأبحاث الطّبيعة ومن ثم توسَّعت فيما بعد إلى مجالات إضافيّة في العلوم والهندسة، وفي عام 1942م، أسَّست ساينس سيرفيس مبادرة "البحث عن المواهب العلميّة"، والتي دخلت في عملية البحث العلمي. 


 

ولاحقًا، أُنشِئ المعرض الدولي للعلوم والهندسة (ISEF) ، الذي أُطلِق في عام 1950، بالتركيز على منهجيّة البحث والاتصال، ومن هذه البداية، أُطلِقت العديد من مسابقات العلوم والتِّقنية والهندسة والرياضيات (STEM)، متبوعة بالعديد من المسابقات في المشهد العالمي، بما في ذلك جميع مجالات الأولمبياد الدولي ومعرض الابتكار والتقنية (ITEX) ومسابقة روبوتات ألعاب التركيب (First LEGO Robotics)  ومسابقات الروبوتات فكس (VEX Robotics)، فهذه المسابقات رائعة للطلاب من جميع المراحل التعليميّة ومن جميع القدرات الذهنيّة، ولا سيما على المستويين المدرسي والمحلي.

من أهم الفوائد الرئيسة لهذه المسابقات للمشاركين في مستوى ما قبل الجامعة (التعليم المدرسي) ما يأتي: 

- تعزيز الخبرة التعليميّة من خلال التعلُّم العملي القائم على المشاريع:

يحتاج الطلاب إلى أن يدرسوا المعايير في تعليم العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM) وجميع المقررات، ومع ذلك، فقد أظهرت الدراسات أنّه من خلال العمل، فإنَّ الطلاب يتعلَّمون بصورة أكبر ويحصلون أكثر في هذه الجوانب التأسيسيّة. 


- ممارسة مهارات عمليّة تعلم العلوم: 


يمكن للطلاب المشاركين في المسابقات ممارسة المهارات الأساسيّة المطلوبة في معظم مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM)، ويشمل ذلك مهارات الملاحظة والاستدلال والتنبؤ والتصنيف والقياس والاتصال. 


- مشاركة الآخرين والتواصل مع الأقران في نفس الفئة العمرية ومجال الاهتمام: 


يعدُّ التفاعل بين الأقران أمرًا بالغ الأهمية لطلاب ما قبل الجامعة، حيث يوفّر لهم التغذية الراجعة وإمكانية بناء تقدير الذات. 


- تقييم التقدُّم التّعليمي مقارنة بالأقران حول العالم: 


حيث تسمح المسابقة العالميّة بقياس مستوى تعليم الطالب الحالي -على مستوى الأفراد أو الدولة وفي مختلف مجالات التعلم- وتوفّر مقياسًا للمقارنة لتطوير المهارات وقدرات التعلم القائمة على المشاريع. 


- التواصل مع الآخرين ومع المقيِّمين: 


مهارة التواصل -باعتبارها واحدة من المهارات العمليّة الرئيسة- قد تكون الأكثر أهمية للطالب لتحقيق كفاءة عالية فيها، حيث إنّ كلاً من المعرفة المتراكمة والعمل التطبيقي سيكونان عديمَيْ الفائدة ما لم يكن من الممكن توصيلها بفاعليّة سواء كانت مكتوبة أوشفهية. 



وفيما يتعلَّق بالطَّلبة الموهوبين. فبالإضافة إلى المزايا المذكورة أعلاه، فإنَّ الاهتمام والمسؤولية الأكبر يتعلقان بكيفيَّة شحذ مهاراتهم في هذه المسابقات والاستفادة منها إلى أقصى درجة ممكنة، وتوضح القائمة الآتية بعض النقاط الرئيسة حول كيفيّة استفادة الطلاب الموهوبين من المسابقات لغرض نموِّهم في البيئة التعليميّة: 

1. تمحيص الموضوعات التي تثير الاهتمام: بالنسبة للطل​بة الموهوبين في المدارس المتوسطة والثانويّة، يمكن أن تكون المسابقات هي المناسِبة للمشاركة في العديد من المجالات والمواضيع المختلفة، فهذا سيعطيهم فرصة للبدء بوضع قائمة بما "يثير اهتمامهم" حقًّا ويشعلهم فكريًّا لمزيد من فُرص التعلم، ومن هنا تبدأ رِحلة الاكتشاف! 

2. ممارسة المنهجية المتبعة في العالم الحقيقي: من خلال المسابقات، يمكن للطلبة الموهوبين القيام بالرحلات وتعلُّم الأساليب والتّقنيات ذاتها التي يستخدمها الباحثون والمخترعون في الأوساط الأكاديميّة والصناعية. 

3. تحسين المهارات الشخصيّة: تَسمح معظم المسابقات للطلاب بممارسة تحسين المهارات الشخصية التي تعدّ جزءًا من مهارات القرن الحادي والعشرين، والتي ستكون ضروريّة في المهن الحالية والمستقبلية، وتشمل: المهارات القياديّة والعمل الجماعي ومهارات الاتصال ومهارات حلّ المشكلات وأخلاقيّات العمل والمرونة والقدرة على التَّكيُّف ومهارات التعامل مع الآخرين. 

4. التَّسجيل في الكليات والجامعات والتحضير لها: تعدّ المسابقات شهادات ممتازة للمناهج التكميليّة لإضافتها إلى ملف التسجيل في الكليات، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الاستشارات ميسَّرة دائمًا من خلال التحضير لهذه الفعاليات، ويمكن أن تمنَح بسهولة خطابات التوصية التي تعدّ تعزيزات إيجابيّة للقبول في الجامعات. 

5. ​تكوين مجموعات التواصل: سيخبرُك أيُّ باحث أو مبتكِر أنَّه لم يحقِّق أيّ إنجازات كبيرة بمفرده، فدائمًا ما تكون الفرق أو المجموعات التابعة جزءًا من معادلة النجاح، أما بالنِّسبة للطُّلاب الموهوبين الذين يسافرون محليًّا ودوليًّا، سواء في المسابقات أم في المعسكرات، فإنَّهم يوفِّرون مدخلًا للتواصل مع الأفراد والمؤسسات التي يمكن أن تكون متعاونة في المستقبل.

 
وفي الختام، كان العديد من الروَّاد العظماء في التاريخ جزءًا من الموهوبين والنوابغ، فقد درسوا مناهجهم الدراسيّة الأساسية، لكنَّهم أرادوا شيئًا أكبر خارج غرفة الفصل الدراسي، طرحوا أسئلة وأرادوا معرفة الإجابات، مما دفعهم إلى البحث والتجريب وإلى الانطلاق في رحلة الاكتشاف، فمن هنا يجب منح أطفالنا الموهوبين نفس النوع من الفرص مثل أسلافهم وتحديد مجال اهتمامهم للخوض في المشكلات التي يجب حلَّها لصالح مجتمعهم وربما للبشرية جمعاء، فكلُّ هذا مُستمَد من العقل الفضولي الذي يجب رعايته وتهيئته، لذلك، فإنّه من المفيد جدًّا للدولة أنْ تطوِّر أطفالها الموهوبين والمبدعين من خلال تنفيذ مسابقات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM)، مما يشجع صغار السن ويوفِّر لهم الموارد ليصبحوا مساهِمين ناجحين في البيئة الأكاديمية والاقتصاديّة المستقبليّة للأمة.. فكلُّ شيء يبدأ مع شرارة الاكتشاف والتَّحفيز لطرح الأسئلة لمحاولة حل المشكلات. 


 

" هناك نتيجتان محتملتان: إذا أكّدْتَ النتيجة الفرضيّة، فأنتَ قد أجريت قياسًا، أما إذا كانت النتيجة مخالِفة للفرضيّة، فتكون قد توصَّلْتَ إلى اكتشاف جديد" 



الكاتب:

مارك دبليو أوليكساك