تسجيل الدخول
التاريخ :

2017-08-02

قبول 3515 طالباً وطالبة لحضور 58 برنامجاً إثرائياً

برامج "موهبة" استثمار للإجازة الصيفية في تعزيز الجانب العلمي وتنمية القدرات أكاديمياً

img


597890413a7fe.jpg



تُقدم مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والإبداع "موهبة"، برامج إثرائية صيفية محلية ودولية سنوياً؛ وذلك بهدف استثمار الطلبة لوقت الإجازة الصيفية بما يعود عليهم بالعديد من الإيجابيات في الجانب العلمي، إلى جانب تنمية قدراتهم البحثية إلى أقصى طاقة ممكنة، وتوجيههم بما يتناسب مع ميولهم واهتماماتهم. كما تتيح البرامج الإثرائية لـ"موهبة" فرصة ثمينة لتعزيز تواصل الطلاب الموهوبين مع الجامعات العالمية، وفتح آفاق واعدة أمامهم لمواصلة الدراسة والتعلم، وتهيئتهم لدعم رؤية المملكة 2030، وتحول المملكة إلى مجتمع معرفي؛ مستفيداً من القدرات الوطنية الشابة.

وقد شهدت برامج "موهبة" الإثرائية لهذا العام 2017م توسعاً لافتاً على المستوى الدولي خارج المملكة وداخلها، كما شهدت زيادة كبيرة في أعداد المقبولين؛ حيث تم قبول 3515 طالباً وطالبة لحضور 58 برنامجاً إثرائياً؛ منهم 29 برنامجاً دولياً خارج المملكة لخدمة 107 طلاب، وبرنامجين دوليين داخل المملكة لخدمة 368 طالباً وطالبة و27 برنامجاً إثرائياً محلياً لخدمة 3040 طالباً وطالبة.

وحول هذه البرامج الدولية وقيمتها للموهوبين علمياً، تَحَدّث الطالب إبراهيم عبدالمنعم عمر لـ"سبق" عن تجربته في برامج موهبة الإثرائية الدولية 2017م قائلاً: "كانت البرامج الإثرائية عنصراً مهماً في رحلتي مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة"؛ فقد ساهمت البرامج الإثرائية في إثراء محتواي الأكاديمي والمعرفي وصقل شخصيتي شيئاً فشيئاً".


وأضاف: "في المرحلة الثانوية، شاركتُ في برنامج دولي في جامعة تورنتو بكندا، تَعَرّفتُ فيه على أهم أساسيات الطب والعلوم الصحية، وتلقيتُ عدة نصائح من خبراء وأساتذة عالميين في الجامعة. وفي العام الحالي (2017م)، والآن أشارك في برنامج دولي آخر في جامعة مدينة دبلن Dublin City University بإيرلندا، وتعرفتُ في برنامج هذا العام على عدد من المحاور الأساسية التي يعتمد عليها الأطباء داخل غرفة العمليات وفي تشخيص الأمراض. وعبر رحلتي مع البرامج الإثرائية تعرفتُ على أصدقاء من شتى دول العالم كفرنسا، واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وإيرلندا، وإسبانيا".


وحول تغير جدوله اليومي في فترة الإجازة الصيفية، يشير إبراهيم إلى أن جدوله اليومي خلال التحاقه بالبرنامج كان مزدحماً بالنشاطات اليومية التي يقوم بهاالطلبة عوضاً عن الساعات الأكاديمية التي ينبغي لكل طالب أن ينهيها يومياً في القاعات الدراسية.. وكنتيجة لهذا الجدول المزدحم؛ بدأ في التأقلم تدريجياً مع جدول البرنامج. وعند عودته إلى المملكة بعد انتهاء البرنامج، لاحَظَ أن جدوله لم يعد مزدحماً كما كان في سابق عهده خلال فترة البرنامج؛ فبدأ بإضافة مهام يومية إضافية لجدوله حتى يشعر بلذة الإنجاز يومياً؛ سواء كان ذلك عبر مشاركته في دورات تدريبية على الشبكة العنكبوتية أو إجراء لبعض التجارب المتعلقة ببحثه في جامعة مدينته الحالية.


وعن طبيعة البرنامج الذي الْتحق به إبراهيم قال: "يعتبر برنامج الشباب الموهوب الإيرلندي (CTY- I)، الذي شاركت فيه، برنامجاً أكاديمياً يتمحور كلياً حول الدراسة الأكاديمية، وتعرفت خلال البرنامج على أساسيات الجراحة العامة وتشخيص الأمراض.. بالإضافة إلى ذلك، حصلت على مقدمة في علم تشريح الأعضاء".


مضيفاً أن مشاركته في هذا البرنامج ساهمت في إثراء مستواه الأكاديمي؛ وذلك عبر تأهيله معرفياً. كما ساهم البرنامج كذلك في تحديد ميوله الأكاديمية؛ وذلك عبر إعطائه لمحة عن تخصص الطب والجراحة؛ الأمر الذي شد انتباهه بشكل كبير نحوه؛ نظراً لأنه التخصص الذي سيقوم بدراسته في المرحلة الجامعية. وأنها ليست تجربة تنتهي بمجرد انتهاء البرنامج؛ بل هي تجربة تمتد حتى آخر لحظات حياتك، تتعرف فيها على أصدقاء جدد من شتى بقاع العالم بثقافات جديدة وعادات غير مألوفة.


وتحدث ولي أمر الطالب إبراهيم، عبدالمنعم عمر، لـ"سبق"، عن تلقيه لخبر اختيار ابنه للمشاركة في برامج موهبة الإثرائية قائلاً: "أشكر مؤسسة "موهبة" على إتاحة الفرصة لابني للمشاركة في البرامج الإثرائية والتي -من وجهة نظري- ساهمت بشكل ملحوظ في تغيير ابني للأفضل. في كل عام، وعندما كان يشارك ابني في البرامج الإثرائية كنت ألاحظ التغيير الإيجابي الجذري الذي يقع عليه. أصبح ابني يتحاور مع الغير باحترافية كبيرة للغاية؛ مما انعكس إيجاباً على تكوينه لأواصر قوية مع مَن حوله. ساهمت البرامج أيضاً في تمكين ابني علمياً وثقافياً وأكاديمياً".


وحول المهارات التي اكتسبها ابنه، أضاف: "أتطلع إلى أن يساهم البرنامج في إثراء المستوى الأكاديمي لابني وتقوية مهارات التواصل الاجتماعي لديه؛ وذلك عبر مساعدته في تكوين أصدقاء جدد من شتى بقاع العالم، وأدعو الله أن يُعينه على تحقيق آماله وأمنياته".


موجهاً نصيحته إلى أولياء أمور الطلبة الموهوبين، بأن الأبناء هم أمانة من عند الله؛ ولذلك لا بد أن نعتني بهم، ونسعى إلى صقل مواهبهم، وأن واجبنا تجاه أبنائنا أن نقدم لهم الرعاية التي هم بحاجة لها تحديداً في هذا السن. ابنك هو كالنبتة، إن سقيته ستحصد ما زرعت، وإن أهملته فتوخَّ الحذر من العواقب الناتجة عن ذلك. لطالما كنت لابني كالعكاز الذي يتكئ عليه صاحبه. لم ولن أمنع ابني من أي نشاط علمي يرغب في القيام به منذ الصغر، كنت دائماً أحفز ابني على المضيّ قدماً نحو الحياة، وألا يتوقف مهما كانت المصاعب التي ستطرأ عليه؛ فأبناؤنا الموهوبون هم نعمة وأمانة من الله؛ فلا تفرطوا فيهم. كونوا لأبنائكم النور الذي يضيء لهم الحياة ويحفزهم للمضيّ قدماً، وتجنبوا أن تكونوا العتمة التي توقفهم عن استكشاف الكون وما حولهم.


الجدير بالذكر أن عدداً من طلاب "موهبة" يخوضون هذه الأيام تجربتهم الإثرائية الصيفية في عدد من أهم الجامعات العالمية، وفي هذا الصدد عبّر الطالب مصعب عبدالرحمن السريعي، أحد طلبة البرامج الإثرائية الصيفية الدولية لعام 2017م في جامعة براون في ولاية رود آيلاند بأمريكا، والذي الْتحق بالبرامج الإثرائية في الطب الحيوي، عن تجربته واصفاً إياها بأنها تجربة جميلة ومشوقة، وهي من التجارب التي سوف تعود عليه بالفائدة في المستقبل؛ لأنها ساهمت في اكتساب خبرات ومعلومات في الاختبارات التي أجراها مع زملائه في معامل الطب الحيوي، إضافة إلى التعامل مع الطلبة من الجنسيات المختلفة، والتعرف على ثقافاتهم ومعايشتها.


كما ساهم ذلك -على الرغم من أنه حالياً طالب في المرحلة الثانوية يعيش تجربة الطالب الجامعي- في أن قُدّمت له تجربة تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس في أموره الشخصية والدراسية.


وحول فكرة المشروع الذي قام مصعب بالعمل عليه خلال انضمامه لتلك البرامج؛ أشار إلى أن المشروع عبارة عن تقرير تجربة (Lab report)، وترمي إلى معرفة ما إذا كانت المنتجات التي تم استخدامها في بعض المنتجات الغذائية قد تم التعديل عليها وراثياً أم استُخدمت فيها مكونات طبيعية. وفي ختام حديثه لنا وجّه مصعب نصيحته لأقرانه الطلبة لخوض مثل هذه التجارب المفيدة، التي تساهم في تحديد رؤيتهم المستقبلية لتخصصاتهم الجامعية.


وتحدث ولي أمر الطالب مصعب، الأستاذ عبدالرحمن السريعي، لـ"سبق"، عن طريقة تعامله مع موهبة ابنه ودعمها من خلال منحه الحرية الكاملة في اتخاذ قراراته، وتزويده بالنصائح والإرشادات التي يحتاجها؛ متطلعاً إلى أن يكتسب من خلال خوض هذه التجارب عدداً من المهارات؛ كالعمل بروح الفريق، والتخطيط للعمل، وتحديد الرؤية المستقبلية.


من جهته، أكد الطالب عمر اللقاني، والطالب محمد الناصرالملتحقان بمعهد بوسطن لصناعة القادة Boston Leadership، أنهما فخوران بهذه الفرصة التي أتيحت لهما من خلال "موهبة" وبرامجها الإثرائية الصيفية؛ معبّرين عن التزامهما الكامل بالإفادة من البيئة الأكاديمية المتقدمة التي تتيح لهما الكثير من صنوف المعرفة والتدريب المتخصص.


وفي ذات الصدد، أشاد الطالب حسين أبو السعود، الملتحق بجامعة جورج واشنطن George Washington University، بأنه يعتبر انضمامه إلى البرامج الإثرائية الدولية بوابته إلى تعزيز قدراته العلمية والمعرفية بشكل عام؛ مؤكداً أن المرافق التي تتيحها الجامعة للمتدربين الدوليين تكفُل تعميق إدارك الطالب لدور البحث العلمي في تطوير العلوم على اختلافها؛ وبالتالي خدمة الإنسان بشكل أفضل في المستقبل. وشاركه زميله الموهوب محمد مدني والملتحق بجامعة تكساس أوستن University of Texas Austin، والطالب أحمد السيف الملتحق بجامعة ييل Yale University، في التأكيد على دور هذه المؤسسات الجامعية العملاقة على النهوض بمداركهم وتقريبهم من التخصصات العلمية التي تثير اهتمامهم، وتنقلها من مرحلة شغف الهواية العلمية إلى التخصص من خلال البرامج الأكاديمية الأنسب لقدراتهم وميولهم العلمية، واختتموا حديثهم بتقديم شكرهم إلى "موهبة" ووزارة التعليم، على الاهتمام الكبير والمتابعة التي يحظوْن بها خلال إتمامهم لبرامجهم الصيفية الإثرائية في هذه الجامعات العالمية العريقة.