تسجيل الدخول
التصنيف :#إبداع#ابتكار#
4094

لا تعقد الأمور وفكر بالابتكارات الصغيرة

 لا تبتكر سيارة!


حين نتلفظ بكلمة ابتكار أو اختراع يتبادر إلى الذهن فوراً اختراع السفينة، واختراع الطائرة، واختراع السيارة، ونتناسى أن السفينة والطائرة والسيارة عبارة عن عشرات الاختراعات، فكل قطعة غيار هي اختراع، وكل أسلوب تصميم جديد سواء للمرتبة أو المقود أو في أنظمة الأمان يعد ابتكاراً جديداً، وهذا يجعلنا لا نقول أن هناك مخترع واحد لكل مركبة من هذه المراكب، بل هناك العديد من المخترعين الذين مرُّوا بالعديد من ومضات الإلهام والعديد من المراحل لتصل كل مركبة إلى صورتها الحالية.


بعض المبادئ للابتكارات الصغيرة

1- خصص وقتاً للتفكير بابتكار
يعد الوقت مورداً ضرورياً للابتكار، لكنك بالطبع لست بحاجة إلى 25 ساعة يومياً. كل ما تحتاج إليه هو أن تُرتب وقتك، وأن تلغي بعض الممارسات المستهلكة للوقت من غير طائل، استفد من كل لحظة انتظار في حياتك، سواء في استراحات المستشفيات أو صالات انتظار الطائرات، أو أي مكان كان، حينها ستكتشف أن لديك الوقت الكافي لأن تنتج وتنجز وتبتكر.


2- اجمع المعلومات
إنه لحقيقة علمية أن الاختراع والابتكار والفكرة الإبداعية تأتي لحظة إلهام في كثير من الأحيان، لكنه من الحقائق المؤكدة أيضاً أن الكثير من لحظات الإلهام التي أفرزت ما نعيشه من ابتكارات واكتشافات قديمة وحديثة كانت نتيجة ساعات قراءة طويلة، وأيام متواصلة من البحث العلمي، وتجارب كثيرة وعديدة من فئة تجارب المحاولة والخطأ. لذلك إن كنت بحق تريد أن تكتشف حلاً لمشكلةٍ ما أو تريد أن تقدم ابتكاراً ما، فاجمع المعلومات حول المشكلة وجميع الحلول المطروحة لحلها من قبل. لا تكتفي فقط بقراءة المعلومات مرة واحدة فقط بل اقرأها عدة مرات وحاول تحليلها ونقدها.


3- اجمع الأفكار
تظهر الأفكار الابتكارية في أي مكان وفي أي وقت. ولكن عليك أن تعلم أنه ليس من الذكاء أن تكون شخصاً متدفق الأفكار فحسب بل الذكاء هو أن تُدَون هذه الأفكار وتتعلم كيف تفعلها وتستفيد منها. 

تأكد دائماً أنك تحمل قلمك ودفتر أفكارك الصغير، أو مسجل صوت، وإن لم تفعل فحاول أن تستفيد من هاتفك المحمول لتدوين أفكارك فالأفكار إن لم تدون تضيع وإن ضاعت فإن ذلك يعني أن تنتظر لحظة إلهام أخرى لا تعلم متى ستأتيك، أو أن تعود لتكرر ساعات البحث والقراءة.


4- فكر خارج الصندوق
ما لا يصلح للتطبيق في مكان فتأكد أنه قد يصلح بطريقةٍ أو بأخرى في مكانٍ وموقف آخر، لذا لا تقيد تفكيرك، ولا تدقق كثيراً على ما هو ممكن وما هو مستحيل، فلا مستحيل مع الإرادة، حاول أن تخرج دائماً من الصندوق، وأن تنظر إلى ما هو أبعد من حدود التفكير المعتاد.


5- حفز تفكيرك بطرح الأسئلة
حين تفكر في حل ابتكاريٍّ ما، لا تنغلق في تفكيرك على نفسك فقط، وإنما اجعل من المشكلة مدار نقاش بين أهلك وأصدقائك وحتى عامة الناس، استمع لتحليلات مختلفة للمشكلة واطلب منهم اقتراحات لحلها فربَّ كلمة يقولها أحدهم تفتح لك أفقاً أو ترشدك إلى اختراع متميز.


6- اجعل لنفسك عادة أن تبتكر
كما أشرنا سابقاً، لا يستطيع أحد منا أخذ موعدٍ مع أفكاره، فالأفكار الملهمة تأتي في أي وقت وفي أي مكان، لذا من الخطأ أن نُضِّيع أفكارنا. أو أن نكتفي بالاحتفاظ بها داخل مفكراتنا ومسجلاتنا الصوتية بل لا بد أن نضع هذه الأفكار مهما كانت بسيطة موضع التنفيذ. لذلك ننصح بأن يجعل كل فرد لنفسه عادة أن يقوم بتطبيقٍ ما لأحد أفكاره التي دونها مسبقاً، فكثرة التطبيقات حتماً ستوسع لديه أفقاً معرفياً أو تقوده إلى حقيقة غائبة عنه أو ابتكار يخدم البشرية حتى لو كان بسيطاً سهلاً صغيراً.



اختراع بسيط ومنفعة كبيرة - مشبك الورق أنموذجاً!


قد لا يُعير أحدنا مشبك الورق أي التفاتة، لكن حين تتكدس لدينا الأوراق ونحتاج إلى تجميعها وتصنيفها دون أن نتسبب في ثقبها، فلن يساعدنا شيء مثلما يساعدنا مشبك الورق!

تعود قصة هذا الاختراع إلى عام 1900 حين كان جون فاليير (Johann Valer) النرويجي يعمل في ألمانيا، حيث قام بلقف سلك معدني حول بعضه بشكل يساعد على تثبيت مجموعة من الأوراق من خلال ضغطها مع بعضها البعض دون أن يضطر لثقبها كما هي الحال مع الدبابيس. 

هذا الاختراع الصغير نقل جون فاليير ليصبح رمزاً قومياً لوطنه، حيث أقام النرويجيين نصباً تذكارياً يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار على شكل مشبك ورقي قرب مدينة أوسلو عاصمة النرويج، بل قام النرويجيين بتعليق مشابك ورق على صدورهم تعبيراً عن التضامن والوحدة إبان الحرب العالمية الثالثة. ويكفينا أن ندرك الآن أن البلايين من هذا المشبك الورقي الصغير يتم توزيعه في جميع أنحاء العالم. 

ما نود التأكيد عيه أخيرا أن الابتكار هو الابتكار – صغيراً كان أو كبيراً. وأن مفهوم الابتكار الصغير لا يعني فقط الابتكار التحسيني، ولا يقتصر فقط على تطوير الإجراءات، أو العمليات أو المنتجات الموجودة، بل هناك فعلاً ابتكارات بسيطة وغير متوقعة. 

لذا.. إن كنت لا تستطيع أن تخترع مكنسة لجمع النفايات.. فاخترع مشبكا ورقياً واجمع الأوراق.. قد يختلف الحجم ولكن تبقى المنفعة!


الكاتب:

آسية بنت سعود آل رشود

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط للتعرف على المستخدم بشكل فريد و فهم احتياجاته كمستخدم لتوفير سهولة الوصول و تجربة مستخدم أفضل. من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع فإنك توافق على سياسة الخصوصية لهذا الموقع.
بالإضافة إلى ذلك, يستطيع المستخدم رفض استخدام ملفات تعريف الارتباط عن طريق ضبط إعدادات المتصفح.