تسجيل الدخول
المجال : اختراع
1593992

زيارة محلات المسابح تمنح الصاعدي أول براءة اختراع

img

 

ذات مرة كان الطالب أيمن الصاعدي يبحث عن هدية مميزة لأحد الأحبة، وساقته قدماه إلى محال بيع السبح في مكة المكرمة حيث يسكن، ولكنه لم يكن يرغب في سبحة عادية، وإنما مسبحة تكون على قدر المهدى إليه، فعلى قدر المحبة تأتي الهدية. 


ولم ينشغل بال أيمن الصاعدي بالقيمة بقدر ما انشغل بالنوعية، ليسأل الباعة عن سبحة معطرة ليأتيه الجواب بالنفي مرارا ومن المحالات كافة .


ويحكي أيمن الواقعة قائلا :" كنت أبحث عن هدية مميزة للرجال في محلات العطور، فخطر ببالي أن أشتري سبحة معطرة، فسألت البائع إذا كان لديهم سبح معطرة، استغرب البائع وأجاب بالنفي".


تساءل إذا كانت السبحة المعطرة غير موجودة فلماذا لا اخترعها؟

استغرب أيمن وتساءل إذا كانت السبحة المعطرة غير موجودة فلماذا لا اخترعها؟ وظل الأمر يشغله فترة حتى تبلورت الفكرة في ذهنه بشكل منهجي، وهو الطالب الموهوب، وخرجت الفكرة بشكلها النهائي وتمحورت حول دمج السبحة مع العطر ليصبح لدينا سبحة معطرة . 


مرت الفكرة بمراحل عدة، فبعد فضل الله تعالى، ساهمت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" وتحديدا خدمة تطوير الأفكار في بوابة موهبة في تطويرها، فمن هناك كان منطلق الفكرة، وساعد خبراء موهبة في بلورتها، وقادت ردودهم ونقاشاتهم أيمن الصاعدي إلى اكتشاف عدة عيوب في الفكرة المبدئية، ليجري تطويرها بشكل علمي.


ولا ينسى المخترع الفتي دور برنامج رعاية الموهوبين في مدرسته "الحسين بن علي الثانوية" في مكة المكرمة التي كان له دور بالغ في دفعه وتوجيهه ومساندته. 


ويشكو أيمن من أنه لم يجد الحماس من أي جهة لاستثمار الفكرة وتحويلها إلى منتج وبنبرة يكسوها الحزن يتابع :" لم أجد أي شخص أو جهة مختصة تساعدني في استثمار الفكرة، مع العلم أنني ذهبت لعدة جهات، ولكن في النهاية لم استقبل أي رد إيجابي منهم، وأتمنى أن أجد من يساعدني فليست لدي الخبرة في التصنيع أو الاستثمار".


ورغم جفاء المستثمرين فإن أيمن الصاعدي لديه الإصرار والعزيمة على المضي قدما بعد حصوله على براءة اختراعه، لاستثمار فكرته وتصنيعها وتقديمها للسوق، لتكون منتجا يحمل علامة صنع في المملكة العربية السعودية بإذن الله تعالى .  


طبيعتنا نحن البشر الفضولية تجعل الأفكار شيء لا متناهي في عقولنا،مسيرة الصاعدي لن تقف عند براءة اختراعه الأولى، فأفكاره كثيره وطموحه بلا حدود، وعن ذلك يقول:" طبيعتنا نحن البشر الفضولية تجعل الأفكار شيء لا متناهي في عقولنا، ولكن الفرق يكون بين من يستثمر هذه الأفكار وبين من لا يعطي لها أهمية وشأنا".


وينصح المخترع الشاب أيمن الصاعدي كل من لا يستثمر الأفكار التي بداخله ويستمر في تجاهلها يوما بعد آخر بتغيير هذا المفهوم ليجني ثمار ذلك سريعا، ويطالب هؤلاء بالتيقن من أنهم يمتلكون كنوزا في عقولهم، من الممكن أن تكون سببا في مستقبلهم المشرق، ولكن عليهم قبل ذلك التزام الصبر أولا وأخيرا كما يؤكد.