تسجيل الدخول
المجال : الابتكار والبحث العلمي
1288

سعي طويل وهمة متجددة

img
​الموهوبة آمنة بنت عبدالرحمن المرحبي، طالبة سعودية تبلغ ١٨ عاماً، من موهوبات المنطقة الشرقية، احتضنتها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" منذ طفولتها، وقدمت لها الرعاية، وكان لها الفضل -بعد الله سبحانه وتعالى- ثم والديها.

 
تقول آمنة: (أشكر الله سبحانه وتعالى على ما وهبني من نعم، فكل نعم الكريم تستحق الشكر، لقد سعيت طيلة هذه السنين للارتقاء بذاتي لتكوين مستقبلي، وأن أكون فتاة يفخر بها الوطن، وخير من يمثل المرأة السعودية، اعتمادي على نفسي ورغبتي في الوصول إلى هدفي، بتوكل على الله سبحانه وتعالى، وثقةٍ وإيمان بما أملك من قدرات، هي الفكرة التي حفزت همتي في السعي والوصول لتحقيق كل ما أريد.
قدمت "موهبة" جهودها ورعايتها لي وأنا في عمر الـ٩ سنوات وما زالت تقدم لي ولغيري من موهوبي وموهوبات الوطن حتى الآن من برامج الرعاية وغيرها.

 
تعززت ثقافة الابتكار والبحث العلمي لدي  في عمر الـ١٢، وحينها أُتيحت لي فرصة المشاركة في أولمبياد إبداع، والذي كان رحلة للتعلم والبحث حتى الآن .

 
ولقد وجدت نفسي أمام تجربة إنسانية عميقة من خلالها وبوقت قصير جدًا، استطعت أن أكتب اسمي بحروفٍ من نور عندما ابتكرت جهازاً لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة وأنا في ١٢ من العمر، والمشاركة به في أولمبياد إبداع ٢٠١٥، والذي كان نقطة انطلاق قوية بالنسبة لي، وكانت ولا تزال الخدمة الاجتماعية وحب الخير من أولوياتي في مجالي الإبداعي واستهدافي لهذه الفئة من المجتمع بمثابة العمل الخيري الذي أتذكره طيلة عُمري.

 
عكفت على تطوير ابتكاري والمشاركة به مرةً أُخرى في أولمبياد إبداع ٢٠١٦ وها أنا ذا أشارك به الآن كعمل خيري وأقدمه لجمعية سواعد للإعاقة الحركية بالمنطقة الشرقية لخدمة أفرادها.

 
أُثير فضولي وازداد شغفي أكثر فأكثر حتى أنني أصبحت أُنجز أفضل وأرتقي في هذا الجانب حتى قدمت ابتكار (الحاوية الآلية الكهروشمسية) الذي يهدف إلى جمع المخلفات، والقيام بإعادة تدويرها بطريقة مبتكرة تخدم البيئة والمجتمع، شاركت به في أولمبياد إبداع ٢٠١٧م.

 
كما رُشحت لمقياس موهبة في الصف الثالث المتوسط واجتزت المعيار المطلوب فيه، وأُتيحت لي فرصة المشاركة في برامج موهبة الإثرائية الصيفية بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل لعام ٢٠١٨ و٢٠١٩ وغيرها من برامج موهبة الإثرائية.

 
شاركت في أولمبياد إبداع ٢٠١٨ ببحث علمي يتحدث عن ( تسبب الأدوية في التسمم عندما يتناولها المريض بطريقة خاطئة مع الحليب وتثبيط فاعلية هذا التسمم)، كما أنني شاركت في أولمبياد إبداع ٢٠١٩ و٢٠٢٠ بابتكار تقنية جديدة ومبتكرة، تقوم بحصر مفقوداتنا الشخصية.

 
ومنذ عام ٢٠١٨ حتى الآن أعمل في دراسة بحثية على ابتكاري (لعبة في مجال العد الرياضي الضربي العام والتوسع في ذلك).

 
اختتمت آمنة بقولها: (أولمبياد إبداع صقل مواهبي اكتشفت فيه ميولي، نميت من خلاله قدراتي، كونت علاقات اجتماعية واسعة مع شرائح مختلفة من المجتمع).

 
كما أنني أصبحت المرجع لزميلاتي في الصف في مجال البحث العلمي، والمشجع لهم والمؤثر والحاث للتسجيل في أولمبياد إبداع، ولكن لم أرَ منهم أي إقبال.

 
لم أحظَ خلال هذه السنوات بفرصة الفوز في أولمبياد إبداع، إلا أنني أنصح كل سعودية بالمشاركة في أولمبياد إبداع، فبريق عظيم الفوائد التي اكتسبتها أجمل من بريق الفوز، ولعل من تفوز به تحظى بالبريقين؛ بريق الفوز وبريق اكتساب الفوائد، وكل علماء عصرنا وعصور التاريخ القديمة لم يكن هناك نابغٌ برع في مجاله وأثار دهشة من حوله بعظيم إنجازه وإختراعاته التي خدمت وما زالت تخدم البشرية حتى الآن وتجعل حياتهم أكثر رفاهية، إلا بعد سعيٍ طويل، وهمةٍ متجددة، وثقة بأن القادم أجمل، وكما قال الأمير #خالد الفيصل في الحفل الختامي لأولمبياد إبداع "والعظايم أصلها ومضات فكرة ".

 
وأقول أنا: "أحسبتِ أن تحظي النّعيمَ سهالةً، من دونِ أن ترقي الصّعابَ وتدفعين؟!".

 
ولأنني فتاة قوية وفخورة بكوني من المخترعات السعوديات الممهدات الطريق لمن بعدهن من الفتيات في هذا المجال، فلا قوة تهزم الإرادة ولا شيء أكبر يمكنه حصر الفتاة السعودية في مجالات عدة سوى نفسها إذا رضخت لآراء المجتمع.

 
ولا أنسى شكري لله سبحانه وتعالى أولاً، ثم والدي ووالدتي ووطني الذي قدم لي كل هذا الاهتمام، في ظل قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما-، ثم مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" على كل ما قدمته وإتاحة الفرصة لي للمشاركة بمثل هذه المسابقات العلمية، كما أنني أختتم بشكري الجزيل وامتناني لمعلماتي الغاليات ممن بذلن معيّ جهودًا عظيمة، ووقفن بجانبي في سبيل دعمي ومساندتي.